#
ان من واجب كل مسلم ان يقدس الحق تقديسا و يرفض الباطل و يحارب الفساد , يعيش للحق و يموت لأجله , ولكن و للأسف ظاهر الواقع لا يبعث للطمأنينة فقد انعطف الناس عن طريق الحق ,و اختل الميزان الذي يقاس به الحق و الباطل , وغاب دستور العادلة عن الساحة ,فلم تعد سلطة الحق قادرة على ضبط السلوك و تهذيب النفس او التحكم في الغرائز صد الناس عن فهم حقيقة وجودهم,و انحرفوا عن دينهم عندما عبدوا اله الهوى ,نعم انه زمن عبد فيه اله الهوى فالكل تراه يركض وراء ما تطلبه نفسه و تشتهيه. وكل هذا ماهو الا باطل و ضياع ,ضياع عندما ينشغل الناس بالدنيا و ما هو فيها الا عابر سبيل
#
يامن بدنياه اشتغل و غره طول الامل *****الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل
و في واقع الانحراف للأسف تجد الناس يعتزون بالدنيا و زينتها و نسوا ان الدهر يأتي على المبنى و الباني ,وعزهم عن قليل زائل فاني يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا الا حرصا ,ولا يزدادون من الله الا بعدا"
#
فجشع الناس و التعلق بالمال و الطمع و الغلو في حب الدنيا أفسد القلوب و تجردت المحبة و التضامن و الاخوة من لباسها الجميل الهادف و أصبحت قناع يمثل به الخير بعض من الوقت ثم ينزع هذا القناع بعد قضاء مصلحة ما, لما كل هذه الانانية التي طبعت على قلوب الناس؟ ,فالكل منشغل في نفسه بملذات الحياة او هموم الدنيا و عقبات العيش ,فانشغل الغني بجمع المال و تكديس الاموال و علو المباني و كثرة الاراضي ,وانشغل الفقير بهم كسب قوت يومه بعناء و شق الانفس و الكل يسير في قافلة واحدة.
اننا اليوم غافلين عن الحق ولكن سيأتي يوما نعرفه فيه حق المعرفة يوم ينكشف الغطاء وتسقط الاقنعة , يجب ان ننهض من الغفلة التي جعلتنا نعيش في الحياة الحي كالميت و الموجود كالمفقود , البصير كالأعمى و المتكلم كالأبكم . ان الخير موجود و سنة الله ان يبقى في الناس من يتمسكون بالحق و لو كثر اهل الباطل ليكونوا حجة الله على خلقه و
#
اعلم ما هذه الدنيا و طالبها الا عناء و هو لا يدري
ان اقبلت شغات ديانته او ادبرت شغلته بالفقر
ان الحق لمسة سحرية في تزكية الفؤاد و رقي المجتمع و عمارة الدنيا فالحق بذرة تحرك جيل و يموت في سبيله , فلا يجب ان ننحدر في جوف الجهل و حتى نرتقي بانسانيتنا الى اعلى المراتب ان التغيير يبدأ من نفسي ونفسك حتى يتبعه تغيير اجتماعي هذه مسؤولية كل منا لا تعش لنفسك واحب غيرك فلا تدع الجهل يوهمك ان السعادة في الحرص على الدنيا
#
اذا شئت ان تحييا حياة حلوة المحيا
فلا تحسد و لا تبخل ولا تحرص على الدنيا
ان في الحق مجدنا و فلاحنا و صلاح الانسانية كلها فأي درب نحن نسلك ؟ هذا واقع الحياة اليوم برأيي, فما رايك وماهي عقبات التي تعرقل مسيرنا على طريق الحق