علم الجيولوجيا:
هو العلم الذي يختص بدراسة الارض كل ما يتعلق بها من حيث نشأتها وتأريخها ومكوناتها وتراكيبها والعوامل التي تؤثر في صخورها ويشمل ذلك الغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف اليابس. واصل كلمة geology اغريقي اي الارض وlogos وتعني علم اي علم الارض
فلا تبنى المدن ولا السدود ولا الخزانات الا بعد الدراسات الجيولوجية بل حتى انشاء الطرق والجسور ومحطات المياه الجوفية تخضع لرأي المهندس الجيولوجي هذا فضلا عن الوضائف العظيمة في استكشاف البترول والمعادن والغاز والنعمة العظيمة في مقدرته على التنبؤ عمليا بالكوارث البيئية كالزلازل والبراكين فيكون انذاره سببا في انقاذ ارواح عدد كبير من البشر
للجيولوجيا فروع متعددة منها:
الجيولوجيا الهندسية, جيولوجيا البحار, جيولوجيا الفضاء, الجيولوجيا الزراعية, والجيولوجيا العسكرية, وترتبط بالجيولوجيا العديد من العلوم الاخرى مثل الجيوكيمياء والجيوفيزياء , الجيومورفولوجي وهو الذي يهتم بدراسة مظاهر سطح الارض وتظاريسها , علم المستحثات وهو يدرس الكائنات المنقرضة وعلم الجيولوجيا التصويرية وهو من العلوم الحديثة الذي يستخدم في تفسير المعالم المختلفة لسطح الارض
نشاءة الكرة الارضية ومكوناتها:
في العام 1905 قدم العالمان تشمبر لين ومولتن نظريتهما المعروفة باسم ( الكويكبات ) التي رجحت ان المجموعة الشمسية ومن ضمنها الارض انفصلت عن الشمس نفسها نتيجة لمرور نجم عظيم بالقرب من الشمس مما ادى الى انبعاج وانفصال اجزاء من الشمس والتي كونت الكواكب السيارة والتي بردت اجسامها بعيدا عن جسم الشمس
وتتكون الكرة الارضية من جزء كروي يحيط بمركز الارض ويسمى اللب core يتكون من مواد منصهرة ذات كثافة عالية وتبلغ درجة حرارته بين 1900الى 4150م. ويحيط بهذا الجزء غلاف يابس ياخذ شكل الكرة المجوفة يسمى بغلاف ( mantle ) ويتكون من مواد معدنية في حالة صلبة قد تطون اكثف من المواد المكونة لسطح الارض بمرة او مرتين.
وهذه صورة توضح تدرج طبقات الارض
اما القشرة الخارجية والتي تُسمى بالقشرة الارضية ( earth crust ) فتتكون من طبقة داخلية تسمى بالسيما(sima) مكونة من الصخور البازلتية الغنية السيليكا والمغنسيوم شبيهة بتلك المواد التي تطلقها البراكين تعلوها طبقة من مواد اقل كثافة تُسمى بالسيال (sial) او الطبقة الكرانيتية وقد سُميت بالسيال لانها غنية بالسيليكا والالمنيوم بالاضافة الى الطبقة الرسوبية الخارجية التي قد يصل سمكها الى عدة كيلومترات . ويسود الاعتقاد بان منصهر السيليكا او ما يُسمى بالصهير(magma) هو المكون الرئيس لطبقات الكرانيت والبازلت . وبين فترة واخرى تقذف المنصهرة الحمم البركانية اللافا(lava) على سطح الارض من فوهات البراكين.
*~الحقائق العلمية عن الارض في القران الكريم~*:
القران كتاب الله المعجز اودع الله فيه اصول علم كل شئ , وهو يتضمن الاحكام والشرائع والامثال والسنن التي تحكم الانفس والنظرة الشاملة للكون والحياة قال تعالى (ونزلنا عليك القران تبيانا لك شئ وهدى ورحمة وبرشرى للمسلمين) (النحل 89)
وان الدارس لعلم الارض لابد وان يقف ويتأمل في الايات الكريمة التي ذكرت حقائق علمية عن الارض والكون ولم يكتشفها الا في السنوات الاخيرة وبأستخدام الدراسات الفضائية والجيولوجية. ونذكر فيما يلي بعض الامثلة عن هذه الحقائق::
1-الانزياح القاري:
قال تعالى( وترى الجبال تحبها جامدة وهي تمر مر السحاب صُنع الله الذي اتقن كل شئ انه خبير بما تفعلون)(النمل88)
ان حركة الجبال تعود الى حركة الارض التي نتواجد عليها , جيث ان القشرة الارضية تطفو فوق طبقة الاوشحة الاعلى منها كثافة, وفي بداية القرن العشرين افترض العالم الالماني الفرد واغنران ان القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها
انظروا الشكل التالي:
ولم يدرك الجيولوجيون ان واغنر كان على حق الا في الثمانينيات القرن الماضي وبعد خمسين عاما على وفاته وبعد اكتشاف هذه الحقيقة في بداية القرن العشرين شرحها العلماء بما يأتي:
القشرة الارضية والقسم العلوي من الاوشحة مقسمات الى ستة صفائح اساية , ومجموعة اخرى اصغر , ووفقا للنظرية المسماة ( تشوه الصفائح) فان هذه الصفائح تنتقل في الارض حاملة معها القارات وقاع المحيطات, وحركة القارات هذه قد تم تقديرها ب 1-5 سنتمترات في السنة . وفيما تستمر الصفائح بالتنقل فانها سوف تحدث تغيرا في جيولوجية الارض ,فكل سنة على سبيل المثال يتسع المحيط الاطلسي قليلا
هنا صورة الكرة الارضية وقاراتها قديمة قبل حصول الانزياح القاري:
وهنا صورة للكرة الارضية وقاراتها حاليا تأملوا الفرق بعد حصول الانزياح ووصول الارض للشكل الحالي:
2- معدن الحديد:
قال تعالى (ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز)(الحديد25)
نقل عن علماء التفسير في هذه الاية قولهم بان الحديد مُنزل من السماء واستدلوا كذلك بالحديث المروي عن عمر بن الخطاب رضي اللع عنه عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام انه قال { انزل الله اربع بركات من السماء: الحديد, والنار, والماء, والملح }يقول خالق الكون ان الحديد لم يكن موجود في الارض فانزله الله من مجموعات اخرى غير المجموعة الشمسية
لنستمع آخر الاكتشافات العلمية حول هذه الحقيقة:
يقول الدكتور استروخ من اشهر علماء وكالة ناسا للفضاء: لقد اجرينا ابحاثا كثيرة على معادن الارض وابحاثا معملية.. ولكن المعدن الوحيد الذي حيّر العلماء هو الحديد لكي تتحد ذراته وجزيئاته فهي بحاجة الى طاقة هائلة تبلغ اربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية ولذلك فلا يمكن ان يكون الحديد قد تكون على الارض!...ولابد انه عنصر غريب وُفد الى الارض .. ولم يتكون فيها,, فلما ترجموا له معنى الاية قال: لايمكن ان يكون هذا الكلام من كلام البشر !!
ويعتقد علماء الفلك حاليا ان النيازك والشهب ما هي الا مقذوفات فلكية مختلفة الاحجام , تتألف من معدن الحديد وغيره, ولذلك كان معدن الحديد من اول المعادن التي عُرفت للانسانية على وجه الارض لانه يتساقط بصورة نقية من السماء على شكل نيازك. ويتساقط في كل عام الالف النيازك والشهب على كوكب اارض
ومن هذا الشرح العلمي تتبين لنا دقة الوصف القرآني(أنزلنا الحديد) . ولكن ما هو البأس الشديد وماهي المنافع التي اشار اليها القرآن بقوله ( فيه بأس شديد ومنافع للناس)
؟؟
لقد وجد علماء الكيمياء ان معدن الحديد هو اكثر المعادن ثباتا ولم يتوصل العلم الى الان من اكتشاف معدن له خواص الحديد في بأسه وقوته ومرونته وشدة تحمله للضغط وهو ايضا اكثر المعادن كثافة حيث تصل كثافته الى 7874كم^3وهذا يفيد الارض في حفظ توازنها كما يُعتبر الحديد الذي يُشكل 35% من مكونات الارض اكثر العناصر مغناطيسية وذلك لحفظ جاذبيتها.
في واقع الامر لم تعرف البشرية اهمية الحديد الصناعية الا في القرن الثامن عشر اي بعد نزول القرآن بأثني عشر قرنا!
ونختم كلامنا عن الحديد بالاشارة الى توافق عددي عجيب ذكره الدكتور زغلول النجار وهو من كبار علماء الجيولوجيا في العالم حيث نبّهه احد اساتذة الكيمياء في استراليا ان رقم سورة الحديد يُوافق الوزن الذري لمعدن الحديد وهو ( 56) بينما يُوافق رقم آية الحديد العدد الذري لمعدن الحديد وهو (26)
فسبحان من علّم محمدا عليه الصلاة والسلام كل هذه الحقائق العلمية .!
انـــــــــــه خالق الاكون جل في علاه
3- الزلازل:
قال تعالى(واذا زُلزلت الارض زلزالها* واخرجت الارض اثقالها* وقال الانسان ما لها)(سورة الزلزلة)
تصف لنا هذه الاية بعض مشاهد قيام الساعة والتي من مشاهدها الزلزال العظيم الذي سوف ينتاب الكرة الارضية يوم القيامة. وكلمة اذا هنا تجمع ما بين معنى الظرفية والمباغتة والمفاجئة , وذلك لأن الزلازل تتم بدون علم الناس وبدون سابق انذار, فيصف سبحانه اهوال هذا اليوم حيث تُخرج الارض اثقالها من باطنها الى سطحها الخارجي.
لقد اجمع المفسرين تقريبا بأن المقصود بجملة ( واخرجت الارض اثقالها) انما يقصد به بعث وخروج الموتى من اجداثهم ويرافق ذلك خروج الكنوز المدفونة تحت الارض , وأيا كان التفسير فان من الامور المعروفة أن حدوث الزلازل العادي سبب من اسباب صعود مواد الارض الباطنية العميقة الى سطح الارض وما تجدد البراكين بسبب حدوث الزلازل الا شاهدا حي على ما ذكرنا.وهذه الزلازل العادية التي عاشها الانسان خلال وجوده على الارض قد ادت الى قتل ملايين من البشر والى تبدلات ملحوظة في مظهر التضاريس,وعملت على صعود كميات كبيرة من الصخور الباطنية نحو السطح,فما بالك بزلزلة يوم القيامة التي ستنال كامل الارض وليس مناطق محدودة كما هو الامر حاليا,وكيف يتم نسف الجبال والبحار وكيف تحمل الارض والجبال وتُدك دكة واحدة, فهل من المعقول ان يحدث مثل هذا الواقع المرعب وتتبدل الارض غير الارض كما جاء في البيان الالهي ولا تخرج الارض اثقالها الباطنية وتدفع بصخورها المصهورة العالية الكثافة الى سطح الارض الخارجية فتمتد الارض مدا,لقد اشار القرآن الكريم في هذه الايات الى حقيقة علمية كبيرة وهي اخراج الارض لأثقالها وكأن اثقال الارض مخبوءة في داخلها فيوم القيامة تخرج هذه الاثقال الى سطحها وهذا دليل اختلال في القوانين التي تُشير الى نهاية الدنيا, ولقد كشف العلم عن صدق هذه الاية القرآنية وتوافقها مع ما توصل اليه علم الجيولوجيا وطبقات الارض
يقول العلماء انه اذا فحصنا طبقات الارض من طبقة القشرة الى النواة يزداد الوزن النوعي الكثافة للصخور حيث تزداد نسبة المركبات الحاوية على عنصر الحديد وأكاسيده المختلفة وذلك مع اقترابنا من النواة . وتزايد الكثافة مرده اساسا الى امرين هما:
1- تزايد الضغط فكلما تعمقنا داخل الارض
2-عمليات الفرز الثقلي بسبب الحرارة العالية في نواة الارض ومركزها
لذا فعندما تقع زلزلة الساعة التي ستستمر طويلا لابد من ان تندفع كميات كبيرة من الطبقات الباطنية العميقة ذات الوزن النوعي الكبير الى السطح الخارجي
وهذا تفسير للآية الكريمة ( واخرجت الارض اثقالها)
حيث ان الوزن النوعي للارض يرتفع كلما تعمقنا اكثر فيها لتمركز الحديد واكاسيده المختلفة مع قليل من النيكل وكبريت الحديد
وختاما لموضوعنا لا يسعنا الا ان نقول ذلك كله احد وجوه اعجاز القران الكريم الذي كشف هذه الحقائق العلمية في حين ان العلم الحديث لم يستطع اكتشافها الا مؤخرا.