تكنولوجيا التعليم والتدريس الجامعي
دكتور نرجس عبد القادر حمدى
كلية العلوم التربوية – الجامعة الأردنية
لعل احد أبرز أسباب ظهور التكنولوجيا التعليمية وانتشارها في التدريس يكمن في السعى من اجل تحسين التدريس. ولقد ارتبط استخدام التكنولوجيا بتطوير التعلم والتعليم. فندر أن بحث مؤلف في تطوير التدريس دون أن يؤكد على أهمية استخدام التقنيات التعليمية من أجل تحقيق هذا الهدف.. وقد حوت خطط التطوير فصولا خاصة بالتقنيات التعليمية وأثرها في تطوير التدريس. فما هي تكنولوجيا التعليم؟. وما علاقتها بالتدريس عامة، والتدريس الجامعي بشكل خاص؟ وما دور المدرس الجامعي إزاء ذلك كله.
مفهوم تكنولوجيا التعليم :
تكنولوجيا التعليم في أوسع معانيها تخطيط، وإعداد، وتطوير، وتنفيذ، وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل جميعها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم.
وعليه، فإن هذا المفهوم لتكنولوجيا التعليم يشمل الأبعاد الثلاثة التالية :
1- العمليات الإجرائية: مجموعة الخطوات الإجرائية التي تقوم وفق نظام مبني على أساس من العلاقات المتبادلة بين عمليات التخطيط والإعداد والتطوير والتنفيذ والتقويم لمختلف جوانب عملية التعلم والتعليم.
2- الوسائل التقنية بجانبيها الأجهزة (Hardware) والبرمجيات (Software) أما الأجهزة فتشير إلى مجموعة الآلات التي تستخدم في عمليتي التعلم والتعليم مثل أجهزة عرض الشفافيات وعرض الشرائح وعرض الأفلام المتحركة والمسجلات الصوتية والتلفزيون والفيديو والحاسوب التعليمي وما إلى ذلك، في حين تعنى البرمجيات بمجموعة البرامج التي يتم من خلالها تحويل المادة التعليمية من شكلها التقليدي المعروف في الكتاب المقرر إلى الشكل المبرمج، وتتم عمليات البرمجة وفق قواعد وأصول تراعى من خلالها مبادئ مدروسة في التعلم والتعليم والتطوير والإنتاج والتقويم. ويمكن عرض هذه البرامج من خلال أحد الأجهزة السابق ذكرها. ومن أمثلتها الشفافيات والشرائح التعليمية والأفلام المتحركة، وأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، واقراص الحاسوب. والتي تعرض من خلال الأجهزة التقنية التالية:
أجهزة عرض الشفافيات والشرائح والأفلام المتحركة والمسجلات الصوتية والفيديو والحاسوب التعليمي.
3- العناصر البشرية: من المعروف ان كلا من المعلم والمتعلم يشكلان الطرفين الأساسيين في عمليتي التعلم والتعليم، وفي تكنولوجيا التعليم ينظر إليهما من خلال نظريات الاتصال التي تقترح وجود عنصري الاتصال الأساسيين وهما المرسل أو المصدر، والمستقبل. وقد ركزت نظرية الاتصال على مصطلح المصدر لكي تشير إلى أن مصدر الاتصال يمكن أن يكون بشريا وغير بشري، فربما يكون المعلم وربما يكون الحاسوب أو الفيديو وغير ذلك من الأجهزة التقنية المختلفة، وعليه فإن تكنولوجيا التعليم تقترح وفي حالة اعتماد الأجهزة التقنية كمصادر التعليم هو أحد أهم
العناصر البشرية التي تلعب دورا مهما وأساسيا في تصميم وتنفيذ وتقويم مادة التعليم، وتحويلها من مادة خام إلى برمجة تعليمية منظمة وهادفة يمكن عرضها من خلال جهاز تقني مناسب.
تكنولوجيا التعليم والتجديد : إن النظر لتكنولوجيا التعليم من خلال هذه الأبعاد واعتبارها محصلة للتفاعل فيما بينها، يستدعي إعادة النظر في عدد كبير من معطيات النظام التربوي التقليدي الذي يؤكد على ضرورة وجود المدرس باعتباره احد أهم عناصر النظام التربوي، ولذا فإن تكنولوجيا التعليم في مفهومها الحديث تحمل في طياتها بذور التجديد الذي يستدعي تهيئة مواقف تعليمية جديدة تحتاج إلى تطوير طرق واستراتيجيات وأدوات تعليمية جديدة تتناسب وطبيعة هذا المفهوم، وعليه فإنه ينبغي التأكيد على التكنولوجيا لا كمعدات وأجهزة فقط، وإنما على أنها طريقة في التفكير تهدف إلى الوصول إلى نتائج أفضل باستخدام كل ما من شأنه تسهيل الوصول لتلك الأهداف، لأن تبني تكنولوجيا التعليم في النظام التربوي يستدعي الحاجة إلى التفكير في طرق منهجية منطمة في اختيار التقنيات وتصميمها وتطويرها وإنتاجها واستخدامها استخداماً واعياً مفيداً، كما يستدعي ايضاً ضرورة توعية المدرس بما هية تكنولوجيا التعليم وأهميتها في الميدان التربوي، وتبصيره بالدور الجديد الذي يتوقع أن يلعبه في الميدان، كما يتطلب أيضاً تدريب المدرسين على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة وتزويدهم بطرق تصميم وإنتاج المواد والبرامج التعليمية المنوعة في كافة الموضوعات وعلى مختلف المستويات والمراحل.
ولقد لوحظ أن من أبرز معوقات تبني تكنولوجيا التعليم في الميدان: قلة وعي المدرسين
بمفهومها وأهميتها في الواقع العملي، ومن هنا فإن وعي المدرسين بمفهومها وأهميتها في الواقع العملي، ومن هنا فإن وعي المدرسين بمفهوم التكنولوجيا التعليمية وإدراكهم لأهميتها ودورها في تطوير التدريس، من شأنه أن يسهم في جعل التدريس خاصة والمؤسسات التعليمية بشكل عام (21). وفيما يلي عرض لعناصر التقنيات التعليمية وتلخيص لأهميتها بالنسبة للمدرس الجامعي بشكل خاص.
عناصر تكنولوجيا التعليم ومجالاتها:
نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا، وقد غزت التقنيات الحديثة معطم مجالات حياتنا، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من واقعنا، وغدا الأخذ بهذه التقنيات شكلاً من أشكال التحديث ومواكبة العصر. كما غزت هذه التقنيات، من ضمن ما غزته، مجال التعلم والتعليم، وبرز المصطلح تقنيات التعليم الذي شمل، التجهيزات والمواد والبرمجيات وغير ذلك من وسائل التعليم.
ولأن الوعي بمفهوم تكنولوجيا التعليم من شأنه أن يؤدي ألى توظيف ناجح وفعال في مختلف مجالات التدريس، ولا سيما أنه قد شاع في أوساط العامة ولدى بعض التربويين استخدام هذا المصطلح استخداما خاطئا او مختلطا مع غيره. فإن الحاجة لتوضيح هذا المصطلح أصبحت أمرا أساسيا.
إن النطرة لتكنولوجيا التعليم باعتبارها مجموعة الأجهزة التي يمكن استخدامها داخل غرف الصفوف، تعتبر نظرة قاصرة تؤدي إلى استعمال خاطئ، وبالتالي إلى توظيف ناقص في الميدان التربوي، ولأن غرفة الصف ذات أبعاد منوعة وتفاعلات مختلفة فإن مفهوم التكنولوجيا لا يقتصر على مجموعة الأجهزة الحديثة وإنما يمتد إلى كافة فعاليات عملية التعلم والتعليم من علاقات إحداها علاقة الإنسان بالآلة والتقنية.
النظام مرتبطة بما سبقها ومهيئة لما يليها. وهناك آليات خاصة وطرق منهجية منظمة تساعد المدرس في التدريب على كيفية هذه الخطوات. ولعل جامعاتنا اليوم أحوج ما تكون إلى برامج تدريبية خاصة لتدريب المدرسين على كيفية تطبيق المنحى النظامي في التدريس، أسوة ببعض جامعات العالم المتقدم التي تمتلك معاهد خاصة ملحقة بالجامعات أنشئت خصيصاً لهذه الغاية، هذا ويمكن لمراكز التقنيات والوسائط التعليمية المتعددة:
تعرف الوسائط المتعددة على أنها منظومة تعليمية تتكون من مجموعة من المواد التي تتكامل مع بعضها وتتفاعل تفاعلاً وظيفيا في برنامج تعليمي لتحقيق أهدافه. وتنظم هذه الوسائط في ترتيب متتابع محكم يسمح لكل طالب أن يسير في البرنامج التعليمي وفق إمكاناته الخاصة، بشكل نشط وإيجابي وأن يختار ما يناسبه من مواد تعليمية، يمكن استخدامها في زمن معين ومكان محدد، إذن فالوسائط المتعددة ليست مجرد مجموعة من المواد التعليمية التي يمكن أن يستخدمها المدرس لمساعدته في الشرح أو إضافة لما يقدمه في الدرس، بل هي نظام متكامل يحمل رؤى تربوية جديدة تمتد إلى كل من المعلم والمتعلم، فتعمل على تغيير النماذج التقليدية في أدوارهم وتلغى مصطلح ملقن ومستمع، وتُحمّل المتعلم مسؤولية تعلمه كاملة، كما توسع دور المدرس إلى مصمم ومشرف وموَجه تربوي.
إن البحث في دور المدرس ضمن هذا المفهوم الشامل يتضمن أيضاً معرفة بأهم هذه الوسائط والوسائل التعليمية وتصنيفاتها المختلفة.
الوسائل التعليمية :
أدوات يستخدمها المدرس لمساعدته على تحسين تدريسه وتوضيح أفكاره لدى المتعلمين. وقد تعددت صيغ تسمياتها فمن وسائل الإيضاح إلى الوسائل المعينة، والوسائل السمعية، والوسائل البصرية، والوسائل السمعية البصرية، والأدوات والوسائل المعينة على التدريس، والتكنولوجيا في التعليم، وقد يعود ذلك التعدد في التسميات لسببين: أولهما طبيعة الوسائل التعليمية المتنوعة، وثانيهما دورها المقترح في عملية التدريس.
وقد تنوعت تعريفات الوسائل التعليمية أيضاً كما تنوعت تسمياتها، فعرفها (Dent) على أنها المواد التي تستخدم في حجرات الدراسة أو غيرها من المواقف التعليمية لتسهيل فهم معاني الكلمات المكتوبة أو المنطوقة، ورأى ديل (Dent) أنها تلك المواد التي لا تعتقد أساسا على القراءة واستخدام الألفاظ والرموز لنقل معانيها وفهمها، ولكنها مواد يمكن بوساطتها تجويد التدريس وتزويد التلاميذ بخبرات تعليمية باقية الأثر، بينما وسع هولينجز هذا المفهوم بيحث أصبح يشمل جميع الوسائل المعينة على الإدراك.
وفي تعريف لقسطندى أبو حمود يتناول أهميتها لكل من المعلم والمتعلم، يشير إلى أنها الأداة أو المادة التي يستعملها التلميذ في عملية التعلم، واكتساب الخبرات وإدراك المبادئ بسرعة، وتطوير ما يكتسب من عملية التعلم، وتطوير ما يكتسب من معارف بنجاح، ويستعملها المعلم بهدف تهيئة الجو المناسب الذي يستطيع العمل فيه بأنجح الأساليب وأحدث الطرق للوصول بتلاميذه إلى الحقائق والعلم الصحيح بسرعة وقوة وكلفة أقل.
وتمثل التكنولوجيا التعليمية منهجاً في العمل وطريقة في التفكير وأسلوباً في حل المشكلات، يعتمد على اتباع مخطط لأسلوب المنطومات في تحقيق الأهداف، ويتكون هذا المخطط المتكامل من عناصر كثيرة تتداخل وتتفاعل معا بقصد تحقيق أهداف تربوية محددة، ويستفيد هذا الاسلوب من نتائج البحوث العلمية في السعى لتحقيق هذه الأهداف بأعلى درجة من الكفاءة والاقتصاد في التكاليف.
نحو تطبيق منهجي لتكنولوجيا التعليم :
عند تطبيق تكنولوجيا التعليم يتم عادة تحديد الموضوع التربوي وأهدافه وخصائصه ووضع معايير لتحقيق هذه الأهداف، ومن ثم تختار التقنيات التعليمية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف، وتصمم البيئة التعليمية المناسبة عن طريق تهيئة الإمكانات المادية والبشرية. ثم تأتي مرحلة التطبيق وتسجيل خطوات تنفيذ تلك الأهداف والصعوبات التي تعترضها، ويلي ذلك مرحلة التقويم التي تحدد مدى صلاحية التكنولوجيا المستخدمة ونقاط الضعف ونقاط القوة فيها عن طريق استخدام التغذية الراجعة المناسبة.
المدرس الجامعي وخطوات التطبيق
والمدرس الجامعي وفق مفهوم التكنولوجيا التعليمية الحديث وخطوات تطبيقها في الميدان التربوي، مطالب بتثقيف نفسه في هذا المفهوم، ورسم الاستراتيجيات المناسبة التي من شأنها أن تمكنه من تطبيق كل خطوة من خطوات هذا النظام المتكامل، بادئاً بتعريف المشكلة وماراً بتحديد الأهداف واختيار الوسائل التعليمية المناسبة وتصميم البيئة التعليمية ومنتهياً إلى تقويم كامل لعملية التعلم والتعليم. مع ضرورة التأكيد على أن كل خطوة من خطوات هذا.
مما سبق نستنتج أن الوسيلة التعليمية عبارة عن تركيبة تضم كلا من المادة التعليمية او المحتوى، والأداة أو الجهاز الذي يتم من خلاله عرض هذا المحتوى، وطريقة التعامل التي يمكن أن يتم من خلالها ربط المحتوى بالجهاز أو الإطار بحيث تعمل على توفير تصميم وإنتاج واستخدام فعّال للوسيلة التعليمية.
هذا وقد شاع في الأدب التربوي عدد من تصنيفات الوسائل التعليمية، وفيما يلي عرض لهذه التصنيفات مع الإشارة إلى بعض العبر المستفادة منها في التدريس الجامعي:
تصنيفات الوسائل التعليمية:
يختلف تصنيف الوسيلة التعليمية باختلاف المحور الذي يعتمد عليه في التصنيف فيمكن تصنيفها تبعا للمحاور التالية:
1- الحواس المشتركة فيها.
2- الفئة المستهدفة.
3- طبيعة الخبرة.
4- الكلفة.
5- سهولة الاستعمال او صعوبته.
6- درجة التعقد في السلم التكنولوجي.
7- دورها في عملية التعلم والتعليم.
1- الوسائل التعليمية تبعا للحواس المشتركة فيها :
لعل أول تصنيفات الوسائل التعليمية، تلك التي اعتمدت الحواس أساساً لها. والوسائل التعليمية تبعا للحواس هي :-
أ. وسائل بصرية كالصورة والرسومات والشفافيات.
ب. وسائل سمعية كالتسجيلات والإذاعة.
جـ. وسائل مسعية بصرية كالتلفاز وأفلام الفيديو والأفلام السينمائية والبرامج التعليمية المحوسبة مع التأكيد على خاصية التفاعل بين المتعلم والبرنامج.
وتشير نتائج الدراسات في مجال التعليم واستخدام الحواس في التعليم، إلى أنه كلما زاد عدد الحواس المستخدمة في التدريس، كلما كان أثر المادة المعلمة أقوى وأدوم. وعليه فإن في استخدام المدرس للوسائل السمعية البصرية التي تخاطب أكثر من حاسة واحدة ضماناً أكبر لتدعيم التلعم وبقاء أثره.
2- الوسائل التعليمية تبعا للفئة المستهدفة:
وينظر للوسائل التعليمية هنا بالرجوع إلى عدد المتعلمين أي الفئة المستهدفة بالاستخدام، وعلى المدرس أن يسعى للموائمة بين عدد المتعلمين والوسيلة المستخدمة، فملثلاً يوصى باستخدام الحاسوب في حالة التدريس الفردي أو الثنائي، في حين يوصى باستخدام الشفافيات في حالة التدريس الجمعي، كما يفضل استخدام الإذاعة والتلفزيون كوسائل اساسية في التعليم الجماهيري، وقد لاحظت من خلال خبرتي في التدريس الجامعي، وذلك لما تتمتع به من مرونة وسهولة في الإعداد والاستخدام، كما أنها لا تسلب المدرس الجامعي والمتعلم أياً من خصائص أدوارهما التي تتطلب الكثير من التفاعل والحوار. ولعل في ذلك ما يفسر سبب اعتماد عدد كبير من المحاضرين على استخدام الشفافيات في المؤتمرات والندوات العلمية.
3- الوسائل التعليمية تبعا لطبيعة الخبرة:
ويمكن أن تكون الخبرات التعليمية خبرات مجردة، تكتسب من خلال الرموز اللفظية والبصرية، أو خبرات حسية هادفة تكتسب من خلال الصور الثابتة والتلفزيون التعليمي، أو خبرات واقعية كتلك التي يتم اكتسابها من خلال الزيارات الميدانية والعينات والنماذج.
ولعلّ في اعتماد الخبرة كأساس لتصنيف الوسائل التعليمية ما يجعل بعض التربويين يعتقدون أن قلة استخدام الوسائل في مرحلة التعليم الجامعي له ما يبرره، ولا سيما أن الطلبة الجامعيين يحكم نموهم الطبيعي، يصبحون أكثر ميلا لاكتساب الخبرات المجردة، وأقل حاجة لاعتمادهم على الوسائل السمعية البصرية في اكتساب الخبرات، وفي معرض الرد على هذه المقولة فإننا نرى أن عملية اكتساب الخبرات لا ترتبط بالمرحلة النمائية التي ينتمي لها المتعلم فقط، وانما بمقدار معلوماته المتوافرة عن موضوع معين، فمن منا ينكر أهمية العينات والنماذج لدى طلبة كلية الطب في الجامعات؟
إن الوسيلة ضرورة ومفيدة في جميع المراحل وعلى مختلف المستويات، ولا سيما إذا ما واءمت الأهداف التي وضعت من أجلها.
4- الوسائل التعليمية تبعا للكلفة ومدى التوافر:
وهناك من يصنف الوسائل التعليمية تبعاً لكلفتها المادية، فالوسائل المبرمجة أياً كالبرمجيات التعليمية المحوسبة، وأشرطة الفيديو والبرامج التعليمية المتلفزة تعد أكثر كلفة من لوحات الحائط والصور المطبوعة مثلاً.
ولعل في اعتماد هذا المحور في التصنيف امراً نسبيا يخضع للعرض والطلب.
وكأحد نتائج الكلفة المادية، يلعب مدى توافر الوسيلة دورا مهما في إمكانيات اقتناء الوسيلة التعليمية أو عدمه.
أما على مستوى الجامعات، فمن المتوقع لعامل الكلفة أن يكون أقل أثرا من غيره من العوامل فيما يتعلق بمدى توافر الوسيلة، ولا سيما أن ميزانية الجامعة غالبا ما تكون أعلى من ميزانية المدرسة، كما أنه غالباً ما يلحق في الجامعات مراكز للتقنيات التعليمية، يكون أحد أهم أهدافها، توفير المواد التعليمية المناسبة للتدريس الجامعي.
5- الوسائل التعليمية تبعاً للاستعمال:
ويلعب إعداد المعلمين وتدريبهم دوراً أساسياً في موضوع استعمال الوسيلة. ويكون التدريب شرطا أساسياً لاستخدام الوسيلة، ولا سيما الوسائل المبرمجة آليا كالحاسوب والفيديو والسينما وغيرها مما يحتاج إلى إعداد تقني خاص.
ومع وجود مراكز التقنيات التعليمية في الجامعات، فإنه يفترض في هذه المراكز أن تقوم بدورها في إعداد وتدريب مدرسي الجامعات من خلال برامج تدريبية معينة وعروض ومشاهدات تخصص لهذه الغاية. كما يفترض في هذه المراكز أن تعمل على تذليل العقبات الناشئة من صعوبة استعمال الأجهزة عن طريق توفير الفنيين المختصين لهذا الغرض.
6- الوسائل التعليمية تبعاً لدرجة تعقدها في السلم التكنولوجي:
إن ارتباط الوسائل التعليمية بالمستحدثات التكنولوجية المعاصرة ساهم في إدخال مصطلح التكنولوجيا في التعليم (Technology In Education) هي:
أ. الوسائل المبسطة:
وهي تلك التي لا تستلزم وجود الأدوات والأجهزة الالكترونية أو المغناطيسية، وتعتمد على خامات البيئة المحلية، ويسهل تناولها من قبل الجميع. مثل لوحات الحائط والعينات والنماذج.
ب. الوسائل المتوسطة:
وفيها تحتل التكنولوجيا موقعا متوسطا من حيث التعقيد التكنولوجي مثل اللوحات الكهربائية.
جـ. الوسائل المعقدة :
وهي الوسائل التي تلعب فيها التكنولوجيا الالكترونية المعقدة دورا أساسيا، كما تحتاج إلى إمكانات مادية عالية وقدرات علمية وتكنولوجية مثل الحاسوب والفيديو.
وهناك من يعتقد أن لموقع الوسيلة في السلم التكنولوجي ارتباطا بمستوى الطلبة. ولا يخلو هذا الاعتقاد من الخلط، فكم من وسيلة بيسيطة افادت قصوى في مستوى التعليم الجامعي، وكمن أفاد برنامج تعليمي محوسب أو متلفز أعد خصيصا لأطفال الأول الأساسي طلاب هذه الفئة.
إذن القضية لا تخضع لمستوى تعقيدها في السلم التكنولوجي وإنما تكمن في اختيار الوسيلة المناسبة للطلبة المناسبين في الموضوع الدراسي المناسب ضمن الموقف التعليمي المناسب.
7- الوسائل التعليمية تبعا لدورها في عملية التعليم:
تؤدي الوسائل التعليمية أدواراً متنوعة في عملية التعلم والتعليم، ويختلف دورها باختلاف الغرض أو الحاجة التي تستعمل من أجلها، وتعرف باسم الدور الذي تؤديه فالوسائل إما أن تكون:
أ. إضافية: وهي تلك الوسائل التي يلجأ إليها المدرس في تدريسه لإيضاح فكرة ما أو تقريب مفهوم ما. وتشير الوسائل الإضافية إلى النمط التقليدي الشائع في
استخدام الوسيلة.
ب. متممة : وهي وسائل يستعملها المدرس بجانب الوسائل الرئيسية لتساعدها في تحقيق وظيفتها، كإضافة المنشورات والمطويات أو الوسائل المطبوعة لبرنامج
تلفزيوني إو إذاعي لضمان استمرارية أو ديمومة المحتوى المعرفي قد ينتهي بإنتهاء البرنامج المتلفز أو المذاع.
جـ. إثرائية: وهي تلك الوسائل التي يلجأ المعلم لها عندما يرى طالبا متميزاً لديه رغبة في الاستزادة من جزء معين في موضوع ما، وهنا يقترح عليه المعلم الرجوع إلى مركز مصادر التعلم لمشاهدة فيلم معين من شأنه أن يضفي معلومات متعمقة أو موسعة لتثرى فكر الطالب وتساهم في إشباع حاجاته المعرفية.
د. رئيسة: وهناك من توسع في دور الوسائل التعليمية، فلم يعد يعتبرها مساعدة أو مثرية أو مجرد ترف داخل غرفة الصف، بل أصبح ينظر إليها كوسائط يمكن أن تقوم بدور المدرس من حيث نقل المعلومات والمعارف اللازمة للتعليم. ومن أهم الوسائل الرئيسية في التعليم التلفزيون، والراديو والحاسوب.
وهكذا ترى عزيزي القارئ أن تصنيف الوسائل التعليمية يعتمد على المحور الذي يستند إليه في هذا التصنيف، ولعل النظر إلى التصنيف الأخير الذي يؤكد على دورها في العملية التعليمية ما يجعلنا ننفذ من خلاله إلى عدد كبير من الأمور ذات العلاقة، بعضها يتعلق بدور المعلم في استخدام التقنيات، ودور المتعلم، ودور المصمم التعليمي، ومدى إدراك المدرسين لمفهوم التقنيات التعليمية وعلاقة ذلك بتكنولوجيا التعليم خاصة وبالنطام التعليمي بشكل عام، كما ينفذ إلى موضوع النظر إلى التقنيات التعليمية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من النظام التربوي ككل وضرورة التأكيد على حقيقة التفاعل والتكامل بين جزيئات النظام التربوي والنظر إليه كمنظومة متكاملة، ولا سيما أن تكنولوجيا التعليم تعتمد على اتباع أسلوب النظم في العملية التعليمية ومنهج استخدام الوسائط المتعددة في تحقيق الأهداف السلوكية المحددة.
الوسائل الرئيسية وتفريد التدريس الجامعي:
تعرض وسائل الرئيسية درساً تعليمياً متكاملاً، ويكون مصمم التدريس قد لعب في إعداد موادها دوراً مهماً وأساسياً منذ صياغته لأهداف الدرس إلى تحليل المادة التعليمية إلى تنظيمها وعرضها بأساليب متنوعة، ومن خلال وسائل مناسبة، إلى التغذية الراجعة الملائمة خلال عملية التعلم ومع نهايتها.
أما المتعلم، فهو والحالة هذه، محور أساسي لعملية التعلم، فهو الذي يقوم بنشاط التعلم فعلا منذ مبدئه وحتى نهايته. والنظر إلى الوسائل التعليمية على أنها تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في التعليم، واعتماد المتعلم محورا لعملية التعلم، والنظر إلى المدرس باعتباره موجها ومشرفا، يتمشى مع مبدا تفريد التدريس، ذلك المبدأ الذي ينسجم مع التدريس الجامعي ومع كثير من الممارسات الجامعية التي تدخل في مساقات بعنوان، دراسات فردية أو حلقات بحث، أو التي يعتمد فيها على الطالب الجامعي اعتماداً كاملاً في تسيير أمور دراسته بعد أن يكون قد نسقها ونظمها مع المدرس المشرف، ويحتاج تفريد التدريس إلى: تفريد الأهداف بمعنى الربط بين الأهداف وحاجات المتعلم، وتفريد التقويم وتفريد مسالك التعلم، وتفريد الجدول الزمني، وتفريد المرافق والمعينات التعليمية. الأمر الذي ينسجم أكثر ما ينسجم مع تبني مفهوم الحقيبة التعليمية.
وفي اعتماد هذا النمط في التدريس خطورة وتخوف من أن يختلط بنموذج التعلم بالانتساب، ذلك النموذج التقليدي الذي يكتفي بإعطاء المتعلم كتبا ومذكرات تفتقر إلى الكثير من مبادئ التصميم والتطوير التربوي وإلى الاستفادة من مختلف التقنيات التعليمية، وإلى تبني الحقائب التعليمية في الميدان، ونظراً لما لمصطلح الحقائب التعليمية من أهمية ولما لها من دور في تفريد التدريس واعتمادها كتقنية جديدة في التعليم ففيما يلي عرض سريع لمفهوم الحقائب التعليميةك
الحقائب التعليمية :
تعرف الحقائب التعليمية بأنها برنامج تعليمي محدد متكامل، يحوي مجموعة الخبرات التعليمية التي يشترك في تصميم موادها وإعدادها عدد من الخبراء المختصين بطريقة منهجية منطمة. وتستخدم بمساعدة المعلم أو دون مساعدته من اجل تحقيق أهداف أدائية محددة.
وتتمتع الحقيبة التعليمية بالاكتفاء الذاتي، بمعنى أنها تضم كافة المواد التعليمية اللازمة لتحقيق أهدافها، حيث تشتمل على مواد وأنشطة وخبرات تعليمية تتصل بموضوع تعليمي معين، وتتضمن العناصر الأساسية للتعلم من أهداف ونشاطات ومواد وخبرات تعليمية وتقويم، مع تركيز واضح على الوسائل التقنية، كما تضم إرشادات وتوجيهات تيسر عملية التعلم والتعليم.
وعليه فإن الحقائب التعليمية تشكل نظاما كليا متكاملا للتعليم ، فالحقيبة لها أهداف تعليمية محددة ونشاطات وخبرت ونظام لتقويم . كما يتم تصميمها وفق منهجية عملية منظمة ، بحيث يستطيع المتعلم أن يستخدمها بمفرده ، ويتم استخدامها وفق وسائظ وتقنيات تعليمية منوعة . كما تركز الحقائب التعليمية على التقويم الذاتي المستمر . وأهم ما يميزها أنها وفر استراتيجيات تعليمية بديلة حتى يتم التعامل مع خلالها مع
دكتور نرجس عبد القادر حمدى
كلية العلوم التربوية – الجامعة الأردنية
لعل احد أبرز أسباب ظهور التكنولوجيا التعليمية وانتشارها في التدريس يكمن في السعى من اجل تحسين التدريس. ولقد ارتبط استخدام التكنولوجيا بتطوير التعلم والتعليم. فندر أن بحث مؤلف في تطوير التدريس دون أن يؤكد على أهمية استخدام التقنيات التعليمية من أجل تحقيق هذا الهدف.. وقد حوت خطط التطوير فصولا خاصة بالتقنيات التعليمية وأثرها في تطوير التدريس. فما هي تكنولوجيا التعليم؟. وما علاقتها بالتدريس عامة، والتدريس الجامعي بشكل خاص؟ وما دور المدرس الجامعي إزاء ذلك كله.
مفهوم تكنولوجيا التعليم :
تكنولوجيا التعليم في أوسع معانيها تخطيط، وإعداد، وتطوير، وتنفيذ، وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل جميعها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم.
وعليه، فإن هذا المفهوم لتكنولوجيا التعليم يشمل الأبعاد الثلاثة التالية :
1- العمليات الإجرائية: مجموعة الخطوات الإجرائية التي تقوم وفق نظام مبني على أساس من العلاقات المتبادلة بين عمليات التخطيط والإعداد والتطوير والتنفيذ والتقويم لمختلف جوانب عملية التعلم والتعليم.
2- الوسائل التقنية بجانبيها الأجهزة (Hardware) والبرمجيات (Software) أما الأجهزة فتشير إلى مجموعة الآلات التي تستخدم في عمليتي التعلم والتعليم مثل أجهزة عرض الشفافيات وعرض الشرائح وعرض الأفلام المتحركة والمسجلات الصوتية والتلفزيون والفيديو والحاسوب التعليمي وما إلى ذلك، في حين تعنى البرمجيات بمجموعة البرامج التي يتم من خلالها تحويل المادة التعليمية من شكلها التقليدي المعروف في الكتاب المقرر إلى الشكل المبرمج، وتتم عمليات البرمجة وفق قواعد وأصول تراعى من خلالها مبادئ مدروسة في التعلم والتعليم والتطوير والإنتاج والتقويم. ويمكن عرض هذه البرامج من خلال أحد الأجهزة السابق ذكرها. ومن أمثلتها الشفافيات والشرائح التعليمية والأفلام المتحركة، وأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، واقراص الحاسوب. والتي تعرض من خلال الأجهزة التقنية التالية:
أجهزة عرض الشفافيات والشرائح والأفلام المتحركة والمسجلات الصوتية والفيديو والحاسوب التعليمي.
3- العناصر البشرية: من المعروف ان كلا من المعلم والمتعلم يشكلان الطرفين الأساسيين في عمليتي التعلم والتعليم، وفي تكنولوجيا التعليم ينظر إليهما من خلال نظريات الاتصال التي تقترح وجود عنصري الاتصال الأساسيين وهما المرسل أو المصدر، والمستقبل. وقد ركزت نظرية الاتصال على مصطلح المصدر لكي تشير إلى أن مصدر الاتصال يمكن أن يكون بشريا وغير بشري، فربما يكون المعلم وربما يكون الحاسوب أو الفيديو وغير ذلك من الأجهزة التقنية المختلفة، وعليه فإن تكنولوجيا التعليم تقترح وفي حالة اعتماد الأجهزة التقنية كمصادر التعليم هو أحد أهم
العناصر البشرية التي تلعب دورا مهما وأساسيا في تصميم وتنفيذ وتقويم مادة التعليم، وتحويلها من مادة خام إلى برمجة تعليمية منظمة وهادفة يمكن عرضها من خلال جهاز تقني مناسب.
تكنولوجيا التعليم والتجديد : إن النظر لتكنولوجيا التعليم من خلال هذه الأبعاد واعتبارها محصلة للتفاعل فيما بينها، يستدعي إعادة النظر في عدد كبير من معطيات النظام التربوي التقليدي الذي يؤكد على ضرورة وجود المدرس باعتباره احد أهم عناصر النظام التربوي، ولذا فإن تكنولوجيا التعليم في مفهومها الحديث تحمل في طياتها بذور التجديد الذي يستدعي تهيئة مواقف تعليمية جديدة تحتاج إلى تطوير طرق واستراتيجيات وأدوات تعليمية جديدة تتناسب وطبيعة هذا المفهوم، وعليه فإنه ينبغي التأكيد على التكنولوجيا لا كمعدات وأجهزة فقط، وإنما على أنها طريقة في التفكير تهدف إلى الوصول إلى نتائج أفضل باستخدام كل ما من شأنه تسهيل الوصول لتلك الأهداف، لأن تبني تكنولوجيا التعليم في النظام التربوي يستدعي الحاجة إلى التفكير في طرق منهجية منطمة في اختيار التقنيات وتصميمها وتطويرها وإنتاجها واستخدامها استخداماً واعياً مفيداً، كما يستدعي ايضاً ضرورة توعية المدرس بما هية تكنولوجيا التعليم وأهميتها في الميدان التربوي، وتبصيره بالدور الجديد الذي يتوقع أن يلعبه في الميدان، كما يتطلب أيضاً تدريب المدرسين على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة وتزويدهم بطرق تصميم وإنتاج المواد والبرامج التعليمية المنوعة في كافة الموضوعات وعلى مختلف المستويات والمراحل.
ولقد لوحظ أن من أبرز معوقات تبني تكنولوجيا التعليم في الميدان: قلة وعي المدرسين
بمفهومها وأهميتها في الواقع العملي، ومن هنا فإن وعي المدرسين بمفهومها وأهميتها في الواقع العملي، ومن هنا فإن وعي المدرسين بمفهوم التكنولوجيا التعليمية وإدراكهم لأهميتها ودورها في تطوير التدريس، من شأنه أن يسهم في جعل التدريس خاصة والمؤسسات التعليمية بشكل عام (21). وفيما يلي عرض لعناصر التقنيات التعليمية وتلخيص لأهميتها بالنسبة للمدرس الجامعي بشكل خاص.
عناصر تكنولوجيا التعليم ومجالاتها:
نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا، وقد غزت التقنيات الحديثة معطم مجالات حياتنا، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من واقعنا، وغدا الأخذ بهذه التقنيات شكلاً من أشكال التحديث ومواكبة العصر. كما غزت هذه التقنيات، من ضمن ما غزته، مجال التعلم والتعليم، وبرز المصطلح تقنيات التعليم الذي شمل، التجهيزات والمواد والبرمجيات وغير ذلك من وسائل التعليم.
ولأن الوعي بمفهوم تكنولوجيا التعليم من شأنه أن يؤدي ألى توظيف ناجح وفعال في مختلف مجالات التدريس، ولا سيما أنه قد شاع في أوساط العامة ولدى بعض التربويين استخدام هذا المصطلح استخداما خاطئا او مختلطا مع غيره. فإن الحاجة لتوضيح هذا المصطلح أصبحت أمرا أساسيا.
إن النطرة لتكنولوجيا التعليم باعتبارها مجموعة الأجهزة التي يمكن استخدامها داخل غرف الصفوف، تعتبر نظرة قاصرة تؤدي إلى استعمال خاطئ، وبالتالي إلى توظيف ناقص في الميدان التربوي، ولأن غرفة الصف ذات أبعاد منوعة وتفاعلات مختلفة فإن مفهوم التكنولوجيا لا يقتصر على مجموعة الأجهزة الحديثة وإنما يمتد إلى كافة فعاليات عملية التعلم والتعليم من علاقات إحداها علاقة الإنسان بالآلة والتقنية.
النظام مرتبطة بما سبقها ومهيئة لما يليها. وهناك آليات خاصة وطرق منهجية منظمة تساعد المدرس في التدريب على كيفية هذه الخطوات. ولعل جامعاتنا اليوم أحوج ما تكون إلى برامج تدريبية خاصة لتدريب المدرسين على كيفية تطبيق المنحى النظامي في التدريس، أسوة ببعض جامعات العالم المتقدم التي تمتلك معاهد خاصة ملحقة بالجامعات أنشئت خصيصاً لهذه الغاية، هذا ويمكن لمراكز التقنيات والوسائط التعليمية المتعددة:
تعرف الوسائط المتعددة على أنها منظومة تعليمية تتكون من مجموعة من المواد التي تتكامل مع بعضها وتتفاعل تفاعلاً وظيفيا في برنامج تعليمي لتحقيق أهدافه. وتنظم هذه الوسائط في ترتيب متتابع محكم يسمح لكل طالب أن يسير في البرنامج التعليمي وفق إمكاناته الخاصة، بشكل نشط وإيجابي وأن يختار ما يناسبه من مواد تعليمية، يمكن استخدامها في زمن معين ومكان محدد، إذن فالوسائط المتعددة ليست مجرد مجموعة من المواد التعليمية التي يمكن أن يستخدمها المدرس لمساعدته في الشرح أو إضافة لما يقدمه في الدرس، بل هي نظام متكامل يحمل رؤى تربوية جديدة تمتد إلى كل من المعلم والمتعلم، فتعمل على تغيير النماذج التقليدية في أدوارهم وتلغى مصطلح ملقن ومستمع، وتُحمّل المتعلم مسؤولية تعلمه كاملة، كما توسع دور المدرس إلى مصمم ومشرف وموَجه تربوي.
إن البحث في دور المدرس ضمن هذا المفهوم الشامل يتضمن أيضاً معرفة بأهم هذه الوسائط والوسائل التعليمية وتصنيفاتها المختلفة.
الوسائل التعليمية :
أدوات يستخدمها المدرس لمساعدته على تحسين تدريسه وتوضيح أفكاره لدى المتعلمين. وقد تعددت صيغ تسمياتها فمن وسائل الإيضاح إلى الوسائل المعينة، والوسائل السمعية، والوسائل البصرية، والوسائل السمعية البصرية، والأدوات والوسائل المعينة على التدريس، والتكنولوجيا في التعليم، وقد يعود ذلك التعدد في التسميات لسببين: أولهما طبيعة الوسائل التعليمية المتنوعة، وثانيهما دورها المقترح في عملية التدريس.
وقد تنوعت تعريفات الوسائل التعليمية أيضاً كما تنوعت تسمياتها، فعرفها (Dent) على أنها المواد التي تستخدم في حجرات الدراسة أو غيرها من المواقف التعليمية لتسهيل فهم معاني الكلمات المكتوبة أو المنطوقة، ورأى ديل (Dent) أنها تلك المواد التي لا تعتقد أساسا على القراءة واستخدام الألفاظ والرموز لنقل معانيها وفهمها، ولكنها مواد يمكن بوساطتها تجويد التدريس وتزويد التلاميذ بخبرات تعليمية باقية الأثر، بينما وسع هولينجز هذا المفهوم بيحث أصبح يشمل جميع الوسائل المعينة على الإدراك.
وفي تعريف لقسطندى أبو حمود يتناول أهميتها لكل من المعلم والمتعلم، يشير إلى أنها الأداة أو المادة التي يستعملها التلميذ في عملية التعلم، واكتساب الخبرات وإدراك المبادئ بسرعة، وتطوير ما يكتسب من عملية التعلم، وتطوير ما يكتسب من معارف بنجاح، ويستعملها المعلم بهدف تهيئة الجو المناسب الذي يستطيع العمل فيه بأنجح الأساليب وأحدث الطرق للوصول بتلاميذه إلى الحقائق والعلم الصحيح بسرعة وقوة وكلفة أقل.
وتمثل التكنولوجيا التعليمية منهجاً في العمل وطريقة في التفكير وأسلوباً في حل المشكلات، يعتمد على اتباع مخطط لأسلوب المنطومات في تحقيق الأهداف، ويتكون هذا المخطط المتكامل من عناصر كثيرة تتداخل وتتفاعل معا بقصد تحقيق أهداف تربوية محددة، ويستفيد هذا الاسلوب من نتائج البحوث العلمية في السعى لتحقيق هذه الأهداف بأعلى درجة من الكفاءة والاقتصاد في التكاليف.
نحو تطبيق منهجي لتكنولوجيا التعليم :
عند تطبيق تكنولوجيا التعليم يتم عادة تحديد الموضوع التربوي وأهدافه وخصائصه ووضع معايير لتحقيق هذه الأهداف، ومن ثم تختار التقنيات التعليمية المناسبة لتحقيق تلك الأهداف، وتصمم البيئة التعليمية المناسبة عن طريق تهيئة الإمكانات المادية والبشرية. ثم تأتي مرحلة التطبيق وتسجيل خطوات تنفيذ تلك الأهداف والصعوبات التي تعترضها، ويلي ذلك مرحلة التقويم التي تحدد مدى صلاحية التكنولوجيا المستخدمة ونقاط الضعف ونقاط القوة فيها عن طريق استخدام التغذية الراجعة المناسبة.
المدرس الجامعي وخطوات التطبيق
والمدرس الجامعي وفق مفهوم التكنولوجيا التعليمية الحديث وخطوات تطبيقها في الميدان التربوي، مطالب بتثقيف نفسه في هذا المفهوم، ورسم الاستراتيجيات المناسبة التي من شأنها أن تمكنه من تطبيق كل خطوة من خطوات هذا النظام المتكامل، بادئاً بتعريف المشكلة وماراً بتحديد الأهداف واختيار الوسائل التعليمية المناسبة وتصميم البيئة التعليمية ومنتهياً إلى تقويم كامل لعملية التعلم والتعليم. مع ضرورة التأكيد على أن كل خطوة من خطوات هذا.
مما سبق نستنتج أن الوسيلة التعليمية عبارة عن تركيبة تضم كلا من المادة التعليمية او المحتوى، والأداة أو الجهاز الذي يتم من خلاله عرض هذا المحتوى، وطريقة التعامل التي يمكن أن يتم من خلالها ربط المحتوى بالجهاز أو الإطار بحيث تعمل على توفير تصميم وإنتاج واستخدام فعّال للوسيلة التعليمية.
هذا وقد شاع في الأدب التربوي عدد من تصنيفات الوسائل التعليمية، وفيما يلي عرض لهذه التصنيفات مع الإشارة إلى بعض العبر المستفادة منها في التدريس الجامعي:
تصنيفات الوسائل التعليمية:
يختلف تصنيف الوسيلة التعليمية باختلاف المحور الذي يعتمد عليه في التصنيف فيمكن تصنيفها تبعا للمحاور التالية:
1- الحواس المشتركة فيها.
2- الفئة المستهدفة.
3- طبيعة الخبرة.
4- الكلفة.
5- سهولة الاستعمال او صعوبته.
6- درجة التعقد في السلم التكنولوجي.
7- دورها في عملية التعلم والتعليم.
1- الوسائل التعليمية تبعا للحواس المشتركة فيها :
لعل أول تصنيفات الوسائل التعليمية، تلك التي اعتمدت الحواس أساساً لها. والوسائل التعليمية تبعا للحواس هي :-
أ. وسائل بصرية كالصورة والرسومات والشفافيات.
ب. وسائل سمعية كالتسجيلات والإذاعة.
جـ. وسائل مسعية بصرية كالتلفاز وأفلام الفيديو والأفلام السينمائية والبرامج التعليمية المحوسبة مع التأكيد على خاصية التفاعل بين المتعلم والبرنامج.
وتشير نتائج الدراسات في مجال التعليم واستخدام الحواس في التعليم، إلى أنه كلما زاد عدد الحواس المستخدمة في التدريس، كلما كان أثر المادة المعلمة أقوى وأدوم. وعليه فإن في استخدام المدرس للوسائل السمعية البصرية التي تخاطب أكثر من حاسة واحدة ضماناً أكبر لتدعيم التلعم وبقاء أثره.
2- الوسائل التعليمية تبعا للفئة المستهدفة:
وينظر للوسائل التعليمية هنا بالرجوع إلى عدد المتعلمين أي الفئة المستهدفة بالاستخدام، وعلى المدرس أن يسعى للموائمة بين عدد المتعلمين والوسيلة المستخدمة، فملثلاً يوصى باستخدام الحاسوب في حالة التدريس الفردي أو الثنائي، في حين يوصى باستخدام الشفافيات في حالة التدريس الجمعي، كما يفضل استخدام الإذاعة والتلفزيون كوسائل اساسية في التعليم الجماهيري، وقد لاحظت من خلال خبرتي في التدريس الجامعي، وذلك لما تتمتع به من مرونة وسهولة في الإعداد والاستخدام، كما أنها لا تسلب المدرس الجامعي والمتعلم أياً من خصائص أدوارهما التي تتطلب الكثير من التفاعل والحوار. ولعل في ذلك ما يفسر سبب اعتماد عدد كبير من المحاضرين على استخدام الشفافيات في المؤتمرات والندوات العلمية.
3- الوسائل التعليمية تبعا لطبيعة الخبرة:
ويمكن أن تكون الخبرات التعليمية خبرات مجردة، تكتسب من خلال الرموز اللفظية والبصرية، أو خبرات حسية هادفة تكتسب من خلال الصور الثابتة والتلفزيون التعليمي، أو خبرات واقعية كتلك التي يتم اكتسابها من خلال الزيارات الميدانية والعينات والنماذج.
ولعلّ في اعتماد الخبرة كأساس لتصنيف الوسائل التعليمية ما يجعل بعض التربويين يعتقدون أن قلة استخدام الوسائل في مرحلة التعليم الجامعي له ما يبرره، ولا سيما أن الطلبة الجامعيين يحكم نموهم الطبيعي، يصبحون أكثر ميلا لاكتساب الخبرات المجردة، وأقل حاجة لاعتمادهم على الوسائل السمعية البصرية في اكتساب الخبرات، وفي معرض الرد على هذه المقولة فإننا نرى أن عملية اكتساب الخبرات لا ترتبط بالمرحلة النمائية التي ينتمي لها المتعلم فقط، وانما بمقدار معلوماته المتوافرة عن موضوع معين، فمن منا ينكر أهمية العينات والنماذج لدى طلبة كلية الطب في الجامعات؟
إن الوسيلة ضرورة ومفيدة في جميع المراحل وعلى مختلف المستويات، ولا سيما إذا ما واءمت الأهداف التي وضعت من أجلها.
4- الوسائل التعليمية تبعا للكلفة ومدى التوافر:
وهناك من يصنف الوسائل التعليمية تبعاً لكلفتها المادية، فالوسائل المبرمجة أياً كالبرمجيات التعليمية المحوسبة، وأشرطة الفيديو والبرامج التعليمية المتلفزة تعد أكثر كلفة من لوحات الحائط والصور المطبوعة مثلاً.
ولعل في اعتماد هذا المحور في التصنيف امراً نسبيا يخضع للعرض والطلب.
وكأحد نتائج الكلفة المادية، يلعب مدى توافر الوسيلة دورا مهما في إمكانيات اقتناء الوسيلة التعليمية أو عدمه.
أما على مستوى الجامعات، فمن المتوقع لعامل الكلفة أن يكون أقل أثرا من غيره من العوامل فيما يتعلق بمدى توافر الوسيلة، ولا سيما أن ميزانية الجامعة غالبا ما تكون أعلى من ميزانية المدرسة، كما أنه غالباً ما يلحق في الجامعات مراكز للتقنيات التعليمية، يكون أحد أهم أهدافها، توفير المواد التعليمية المناسبة للتدريس الجامعي.
5- الوسائل التعليمية تبعاً للاستعمال:
ويلعب إعداد المعلمين وتدريبهم دوراً أساسياً في موضوع استعمال الوسيلة. ويكون التدريب شرطا أساسياً لاستخدام الوسيلة، ولا سيما الوسائل المبرمجة آليا كالحاسوب والفيديو والسينما وغيرها مما يحتاج إلى إعداد تقني خاص.
ومع وجود مراكز التقنيات التعليمية في الجامعات، فإنه يفترض في هذه المراكز أن تقوم بدورها في إعداد وتدريب مدرسي الجامعات من خلال برامج تدريبية معينة وعروض ومشاهدات تخصص لهذه الغاية. كما يفترض في هذه المراكز أن تعمل على تذليل العقبات الناشئة من صعوبة استعمال الأجهزة عن طريق توفير الفنيين المختصين لهذا الغرض.
6- الوسائل التعليمية تبعاً لدرجة تعقدها في السلم التكنولوجي:
إن ارتباط الوسائل التعليمية بالمستحدثات التكنولوجية المعاصرة ساهم في إدخال مصطلح التكنولوجيا في التعليم (Technology In Education) هي:
أ. الوسائل المبسطة:
وهي تلك التي لا تستلزم وجود الأدوات والأجهزة الالكترونية أو المغناطيسية، وتعتمد على خامات البيئة المحلية، ويسهل تناولها من قبل الجميع. مثل لوحات الحائط والعينات والنماذج.
ب. الوسائل المتوسطة:
وفيها تحتل التكنولوجيا موقعا متوسطا من حيث التعقيد التكنولوجي مثل اللوحات الكهربائية.
جـ. الوسائل المعقدة :
وهي الوسائل التي تلعب فيها التكنولوجيا الالكترونية المعقدة دورا أساسيا، كما تحتاج إلى إمكانات مادية عالية وقدرات علمية وتكنولوجية مثل الحاسوب والفيديو.
وهناك من يعتقد أن لموقع الوسيلة في السلم التكنولوجي ارتباطا بمستوى الطلبة. ولا يخلو هذا الاعتقاد من الخلط، فكم من وسيلة بيسيطة افادت قصوى في مستوى التعليم الجامعي، وكمن أفاد برنامج تعليمي محوسب أو متلفز أعد خصيصا لأطفال الأول الأساسي طلاب هذه الفئة.
إذن القضية لا تخضع لمستوى تعقيدها في السلم التكنولوجي وإنما تكمن في اختيار الوسيلة المناسبة للطلبة المناسبين في الموضوع الدراسي المناسب ضمن الموقف التعليمي المناسب.
7- الوسائل التعليمية تبعا لدورها في عملية التعليم:
تؤدي الوسائل التعليمية أدواراً متنوعة في عملية التعلم والتعليم، ويختلف دورها باختلاف الغرض أو الحاجة التي تستعمل من أجلها، وتعرف باسم الدور الذي تؤديه فالوسائل إما أن تكون:
أ. إضافية: وهي تلك الوسائل التي يلجأ إليها المدرس في تدريسه لإيضاح فكرة ما أو تقريب مفهوم ما. وتشير الوسائل الإضافية إلى النمط التقليدي الشائع في
استخدام الوسيلة.
ب. متممة : وهي وسائل يستعملها المدرس بجانب الوسائل الرئيسية لتساعدها في تحقيق وظيفتها، كإضافة المنشورات والمطويات أو الوسائل المطبوعة لبرنامج
تلفزيوني إو إذاعي لضمان استمرارية أو ديمومة المحتوى المعرفي قد ينتهي بإنتهاء البرنامج المتلفز أو المذاع.
جـ. إثرائية: وهي تلك الوسائل التي يلجأ المعلم لها عندما يرى طالبا متميزاً لديه رغبة في الاستزادة من جزء معين في موضوع ما، وهنا يقترح عليه المعلم الرجوع إلى مركز مصادر التعلم لمشاهدة فيلم معين من شأنه أن يضفي معلومات متعمقة أو موسعة لتثرى فكر الطالب وتساهم في إشباع حاجاته المعرفية.
د. رئيسة: وهناك من توسع في دور الوسائل التعليمية، فلم يعد يعتبرها مساعدة أو مثرية أو مجرد ترف داخل غرفة الصف، بل أصبح ينظر إليها كوسائط يمكن أن تقوم بدور المدرس من حيث نقل المعلومات والمعارف اللازمة للتعليم. ومن أهم الوسائل الرئيسية في التعليم التلفزيون، والراديو والحاسوب.
وهكذا ترى عزيزي القارئ أن تصنيف الوسائل التعليمية يعتمد على المحور الذي يستند إليه في هذا التصنيف، ولعل النظر إلى التصنيف الأخير الذي يؤكد على دورها في العملية التعليمية ما يجعلنا ننفذ من خلاله إلى عدد كبير من الأمور ذات العلاقة، بعضها يتعلق بدور المعلم في استخدام التقنيات، ودور المتعلم، ودور المصمم التعليمي، ومدى إدراك المدرسين لمفهوم التقنيات التعليمية وعلاقة ذلك بتكنولوجيا التعليم خاصة وبالنطام التعليمي بشكل عام، كما ينفذ إلى موضوع النظر إلى التقنيات التعليمية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من النظام التربوي ككل وضرورة التأكيد على حقيقة التفاعل والتكامل بين جزيئات النظام التربوي والنظر إليه كمنظومة متكاملة، ولا سيما أن تكنولوجيا التعليم تعتمد على اتباع أسلوب النظم في العملية التعليمية ومنهج استخدام الوسائط المتعددة في تحقيق الأهداف السلوكية المحددة.
الوسائل الرئيسية وتفريد التدريس الجامعي:
تعرض وسائل الرئيسية درساً تعليمياً متكاملاً، ويكون مصمم التدريس قد لعب في إعداد موادها دوراً مهماً وأساسياً منذ صياغته لأهداف الدرس إلى تحليل المادة التعليمية إلى تنظيمها وعرضها بأساليب متنوعة، ومن خلال وسائل مناسبة، إلى التغذية الراجعة الملائمة خلال عملية التعلم ومع نهايتها.
أما المتعلم، فهو والحالة هذه، محور أساسي لعملية التعلم، فهو الذي يقوم بنشاط التعلم فعلا منذ مبدئه وحتى نهايته. والنظر إلى الوسائل التعليمية على أنها تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في التعليم، واعتماد المتعلم محورا لعملية التعلم، والنظر إلى المدرس باعتباره موجها ومشرفا، يتمشى مع مبدا تفريد التدريس، ذلك المبدأ الذي ينسجم مع التدريس الجامعي ومع كثير من الممارسات الجامعية التي تدخل في مساقات بعنوان، دراسات فردية أو حلقات بحث، أو التي يعتمد فيها على الطالب الجامعي اعتماداً كاملاً في تسيير أمور دراسته بعد أن يكون قد نسقها ونظمها مع المدرس المشرف، ويحتاج تفريد التدريس إلى: تفريد الأهداف بمعنى الربط بين الأهداف وحاجات المتعلم، وتفريد التقويم وتفريد مسالك التعلم، وتفريد الجدول الزمني، وتفريد المرافق والمعينات التعليمية. الأمر الذي ينسجم أكثر ما ينسجم مع تبني مفهوم الحقيبة التعليمية.
وفي اعتماد هذا النمط في التدريس خطورة وتخوف من أن يختلط بنموذج التعلم بالانتساب، ذلك النموذج التقليدي الذي يكتفي بإعطاء المتعلم كتبا ومذكرات تفتقر إلى الكثير من مبادئ التصميم والتطوير التربوي وإلى الاستفادة من مختلف التقنيات التعليمية، وإلى تبني الحقائب التعليمية في الميدان، ونظراً لما لمصطلح الحقائب التعليمية من أهمية ولما لها من دور في تفريد التدريس واعتمادها كتقنية جديدة في التعليم ففيما يلي عرض سريع لمفهوم الحقائب التعليميةك
الحقائب التعليمية :
تعرف الحقائب التعليمية بأنها برنامج تعليمي محدد متكامل، يحوي مجموعة الخبرات التعليمية التي يشترك في تصميم موادها وإعدادها عدد من الخبراء المختصين بطريقة منهجية منطمة. وتستخدم بمساعدة المعلم أو دون مساعدته من اجل تحقيق أهداف أدائية محددة.
وتتمتع الحقيبة التعليمية بالاكتفاء الذاتي، بمعنى أنها تضم كافة المواد التعليمية اللازمة لتحقيق أهدافها، حيث تشتمل على مواد وأنشطة وخبرات تعليمية تتصل بموضوع تعليمي معين، وتتضمن العناصر الأساسية للتعلم من أهداف ونشاطات ومواد وخبرات تعليمية وتقويم، مع تركيز واضح على الوسائل التقنية، كما تضم إرشادات وتوجيهات تيسر عملية التعلم والتعليم.
وعليه فإن الحقائب التعليمية تشكل نظاما كليا متكاملا للتعليم ، فالحقيبة لها أهداف تعليمية محددة ونشاطات وخبرت ونظام لتقويم . كما يتم تصميمها وفق منهجية عملية منظمة ، بحيث يستطيع المتعلم أن يستخدمها بمفرده ، ويتم استخدامها وفق وسائظ وتقنيات تعليمية منوعة . كما تركز الحقائب التعليمية على التقويم الذاتي المستمر . وأهم ما يميزها أنها وفر استراتيجيات تعليمية بديلة حتى يتم التعامل مع خلالها مع