منتدى طلبة سيدي بلعباس لكل الجزائريين والعرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    المنغصات الثلاث

    avatar
    tazawad
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدَد مشآرڪآتے• : 10
    نْـقٌـآطُـيَـے• : 10
    تقييےـم الأَعْضآء لكـَ • : 1
    تخصُصِے الدرآسے• : economie
    عآـمْے بلدِيْے • : المغرب

    منقول المنغصات الثلاث

    مُساهمة من طرف tazawad 2010-07-11, 01:03

    بسم الله الرحمن الرحيم


    حين ترى عيني الإنسان هذه الدنيا ، ويبدأ في معايشة ظروفها وأحوالها فإنه لابد أن يمر بثلاث منغصات تكدر عليه حياته ، وتذكره بالحياة الآخرة ، حينها يفكر ويحاسب نفسه ويسألها ماذا قدمت لما بقي لي في القبر والبعث والحشر والصراط ، وهل أنا إلى جنة أم إلى نار والعياذ بالله .
    وهذه الثلاث إذا مر الإنسان من واحدة وهو من أذاها سالم فلا بد أن يمر بالثانية ، وإذا قدّر الله له السلامة من الثانية فإنه وبدون شك يمر بالثالثة ويعيش مراحلها مرحلة تلو مرحلة .

    وهذه الثلاث المنغصات هي المرض ، والهرم , والموت .


    أما بالنسبة للمرض فهو المرحلة التي يركن فيها الإنسان إلى القعود ،و يعاصر فيها الألم ، ويضيق فيه النفس ، وتقل لأجله الشهية ، وهو نذير من نذر الموت إلا أن المؤمن لا بد أن يتحلى بالصبر عند المرض ، وأن يحتسب ما يلاقيه من آلم ليلقى بذلك الأجر الجزيل ، وينال رضى الله سبحانه وتعالى بذلك الصبر ، فقد وعد الله سبحانه وتعالى المؤمنون بالأجر والمثوبة إذا ابتلوا في أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم ثم صبروا وأخلصوا بذلك الصبر وجه الله قال تعالى :- " ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما " ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلاّ كفّر الله بها من خطاياه " متفق عليه ، وقد حّرص الإسلام على العناية بالمريض والاهتمام به وعيادته ومسح دمعته وتذكيره بوجوب العودة إلى الله ، وبالصبر على المرض واحتساب الأجر .

    وإذا قدًر الله سبحانه وتعالى ومنح العبد الشفاء الدائم ، وأمدّ في عمره فإنه لا بد أن يمر بمرحلة الهرم أو الشيخوخة وهي مرحلة الضعف بعد القوة والكسل بعد الحيوية ، والخمول بعد اليقظة ، وهو أحد نذر الموت أيضاً ، ومن علاماته ضعف البدن ، وانحناء الظهر ، وارتجاف الأطراف ، وبياض الشعر وضعف السمع والبصر قال تعالى :- " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبةً يخلق ما يشاء وهو العلي القدير " الروم (54) ، وإذا أدركت أيها العبد هذه المرحلة فلتعلم أنه قرب الأجل ، ودنى الموت ، وأن الله قد أعذر إليه روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أعذر الله إلى أمريء أخّر أجله حتى بلغ ستين سنة " رواه البخاري , فليعجل في التوبة ، ويسرع في العودة ، ويكفي من الزيغ والضلال ، ويحرص أن تكون خاتمته حسنة ، وأن يكون خير عمره آخره وخير عمله خواتيمه ، وخير أيامه يوم يلقى ربه عز وجل .

    وإذا سَلِمَ العبد من المنغصين السابقين ، وقدر الله جل وعلا عليه بأن لا يمرض ولا يذوق مرارة الهرم فإنه لابد أن يذوق المنغص الثالث ألا وهو الموت ، وكلنا سنموت ، وسنعيش سكرات الموت ونصارع الغرغرة ، يقول تعالى :- " كل من عليها فان ، ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام " الرحمن(27,26) , ومن المؤلم أن نرى من يركن إلى الدنيا وينسى الآخرة ، ويعيش على الأمل و يغفل عن الأجل ، ويعتمد على التسويف ولا يعلم بقدره بعد دقائق ، وهذه كلها من الغفلة والضلال ، وكان من الواجب الاستعداد لهذه المرحلة ، وإن يشغل وقته بالطاعات والأعمال الصالحة والتي تفيده بإذن الله تعالى بعد الموت ، وإن يحسن الظن بربه تعالى ، وأن يتذكر هذه الساعة دائماً وأبداً حتى تعينه على تذكر ربه جلا وعلا وتذكر ما بعد الموت من الحساب والجزاء والعذاب والثواب والجنة والنار .

    فهل علمت أخي المسلم هذه المنغصات ، ومدى تأثيرها في حياة العبد وأنه متى ما قل اهتمامه بها ولم يتخذها إشارات تحذيريه في حياته فإنه إلى الخسارة أقرب ، وإلي الندامة ماضي ، على عكس من استعد لها وتوخى الحذر عند وقوعها أو بقربها فإنه بإذن الله تعالى سيكون من حزب الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .



    بقلم
    حسين بن سعيد الحسنية




    المنغصات الثلاث

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-03-28, 20:00